الجمعة، 30 مارس 2012

قصة ذهات أمي بيان الطنطاوي للدراسة في ماليزيا


لمن لا يعرف - فأمي الحبيبة - هي بيان الطنطاوي طبعا ابنة العلامة الشيخ علي الطنطاوي درّست في جامعة الملك عبد العزيز بجدة 24سنة ثم طلعت تقاعد .. وقتها كان ابني قد ذهب لماليزيا لدراسة الماجستير وأحس بغربة وهو اجتماعي جدا ويحب الناس فصار يقنع كل من حوله بالسفر الى ماليزيا للدراسة فذهب ابن اختي عابدة (وطبعا ظلت اختي تهتّني -كلمة شامية- انو ابني سبب غربة ابنها ههه )وذهب كثير من أصدقائه .... لكن اغرب شيء... والذي انا نفسي لم اصدقه أن ابني اقنع أمي التي تبلغ 60 من العمر ان تذهب للدراسة !!
وأمي اصلا درست اللغة العربية في جامعة دمشق ثم حصلت على دبلومات كثيرة فعادلوها لها عندما درّست بماجستير.. ثم خطر لهم باخر سنة ان هذه ليست ماجستير وأنه عليها ان تدرس الماستر
وكانت أمي اول سنتين تدرّس في قسم اللغة العربية على اساس تخصصها ثم فتحوا قسم الدراسات الاسلامية وقتها كانت الدكتورة فاطمة نصيف هي عميدة الكلية وكان هناك نقصا في الاستاذات فطلبت من امي الانتقال للتدريس في قسم الدراسات الاسلامية .. فبقي شغفا بداخلها أن تدرس هذا التخصص .. فأول ما جلس ابني و اقنعها بالذهاب الى ماليزيا للدراسة اقتنعت !! ولم نصدق أنا و أختيّّ بل راهنّا على انها ستذهب شهرا للسياحة ثم تعود !!

 
أكمل لكم القصة :  ...... بس عن شو كنت عم احكي !!   هو الزهايمر بادي معي على بكير   لحظة لانزل تحت شوف وارجع
  .....
توقفت عند  اقتناع أمي بالسفر للدراسة ..  وقد طلبت من ابني أن يستأجر لها شقة لمدة سنة  ونحن ما زلنا في قناعتنا انها لن تستطيع أن تدرس وانها ستعود  رجوناها أن تأخذ شقة لمدة شهر فقط حتى تتبين الوضع هناك وتستقر على حال !! لكن يبدو انني وأختيّ (بتشديد الياء - مثنى) لم نكن نعرف أمي على حقيقتها  صحيح أننا نعرف انها امراة مثابرة اذا وضعت غاية لا بد ان تصل اليها وصحيح أننا نعرف أنها  امرأة لا تعرف المستحيل وانها من أكثر الأشخاص تفاؤلا في الحياة وأنها ترى متعة الحياة في العلم والعمل و من ثم العطاء .... لكننا مع ذلك أصابنا الشك من ناحية هذا الموضوع .. وخاصة انها امرأة مرفهة لديها سائق وشغالة في جدة وهذه الامور غير متوفرة في ماليزيا   كما انها إمرأة اجتماعية جدا و تحب الناس ولا يكاد يخلو يوم من حياتها دون أن تزور وتُزار  ( لكن للامانة كل زيارتها بفائدة فنحن لا نحب جلسات تضييع الوقت ).. لكنها وجدت كل هذا يهون في سبيل العلم .. ولا اريد أن أصف لكم   كم حاولت أنا نفسي أن اثبط من همتها بكل ما اوتيت وكم حاولت أختي عابدة لكننا لم نفلح و مع هذا بقي لدينا امل انها لن تستطيع التخلي عن مجتمعها و حياتها وستعود غالبا بعد شهر ..
لكن اتدرون ما اكثر شيء اعجبني في تفكير امي ومن ثم همتها للدراسة  هو قولها لنا .. أنا طلعت تقاعد ماذا سافعل الان ( مع انه لديها الكثير لتفعله ) اترون النساء الكبيرات ماذا يفعلن يصبح همهن -- ماذا فعلت فلانة و من تزوج ومن تطلق وفلانة عزمتك و لم تعزمني او عزمتك مع ابنتك و انا دعتني وحدي ---وغيرها من التكلم بامور الناس و الانشغال بها ومن ثم الكلام و النميمة  وكما يقولون بالامثال الفاضي بيعمل قاضي  ... وفعلا ما قالته امي حدث معي حيث التقيت بامرأتين كبيرتين في العمر  جعلتا من قصة أمي سخرية  يضحكن بطريقة مقززة ويقلن : (شووو سمعنا أمك راحت تدرس و هي بهذا العمر وبعد التقاعد هاها شو مفكرة حالها صغيرة) .. بصراحة تقززت لدرجة لم اجب -وعيب ان اجيب وهم أكبر من أمي- مع أن الجواب كان امامي و هو  عسى ان تشغل نفسها عن هذا الكلام  والتدخل بشؤون الناس ( واضح انهم لقوا قصة مثيرة لهم ليتندروا بها بين الناس ) هنا وضحت الحكمة فعلا .. اذا لم يشغل الانسان نفسه بشيء مفيد يصبح هذا حاله .. وليس النساء فقط بل ترون الرجل عندما يطلع تقاعد ماذا يفعل يتدخل بكل صغيرة وكبيرة بالمنزل حتى تضيق زوجته به  ........   ......  
آسفة خرجت عن الموضوع كما يفعل جدي .. واطلت عليكم .. و المخرج ينادي انه انتهى الوقت  
اذن  اكمل غدا
....
.
.
.
.


عن البوست اللي قبل هذا :: تقول اختي عابدة انو كتير طويل وهيك بيضيق خلق الناس فابقوا انتوا قسموها على كيفكم بدكم حلقة خضار عفوا حلقة واحدة بدكم حلقتين ( للنساء فقط ) بدكم حلقات البصل و ممكن مسلسل تركي او مكسيكي المهم لا تقرؤوا البوست كله مع بعض مشان ما تملوا



يوم الجمعة إجازة .. ما في مسلسلة .. نبقى مع حديث الساعة (كتير عليه ساعة ربع ساعة حاجته) طبعا منشار
القصة انو بشار من لما كان صغير أحس ابوه الملعون وأمه الملعونة أنه أخرق وغير طبيعي فكان كل ماقال شي يقولون له العقل زينة !! وهو يكبر وكل ما يقول شي .. يقولولون له العقل زينة
قام فكر ( وهو لما يفكر مصيبة) انو ليش هيك عم يقولوا !! معناها في شي غلط وطلع بنظرية نسبية - غير تبع آينشتاين بل معاك...سة لها- انه بما ان العقل زينة فيجب وضعه لتجميل المكان وزينته كما نضع التحف وليس لكي نستعمله و نهريه لان اشياء الزينة عادة لا تستخدم وإنما توضع كالفازات والتحف في غرف الضيوف لتزيينها وبس بنمسح غبرتها .. وهكذا هداه تفكيره -- أيام ما كان يفكر-- الى أن العقل زينة وليس للاستخدام و التفكير !!
فلا تلموه بعد ذلك .... اذا لما فكر وكان يستعمل عقله هيك طلع معه !! فشو رأيكم يفكر ولا بلا مايفكر !!!!
آآآآآآخ فعلا العقل زينة ............ بس مو على طريقة الحمار بشار



تتمة القصة :
أمي وافقت على السفر وهي تحضر نفسها .. وأنا تعرضت للهجوم من أخواتي لان ابني هو السبب على قولتهم (طبعا معهم حق ) قالوا هيك حرام ماما تتغرب سنشتاق لها !! قلت لهم من قال انها ستتغرب !! لا والله العظيم لن تتغرب ... !! قالوا اذن لن تسافر قلت بلى لكن لن تتغرب !!!! بل ستتشرق !! حيث ستذهب للشرق ...... وليس الشرق فقط وانما الشرق الاقصى !!
ثم تحكي أمي تقول كيف كان ابني يعرّف الناس عليها ف...ي الجامعة - و اغلب من في الجامعة يعرفه وخاصة من العرب اذ يقول لهم هذه جدتي !! فيقولون لها نعم اهلا بك لقضاء الاجازة في ماليزيا !! فيقول لهم لالا هي لم تأت لقضاء الاجازة ... و انما هي طالبة هنا !! فيفتحون افواههم اندهاشا واستغرابا !!
وتمضي الايام وتمضي والدتي في دراستها الا انها ما زالت على شخصيتها فقد تعرفت على اغلب جاراتها العربيات و كثير من طالبات السكن وباتت لها لقاءات معهن وكم شكرنني على وجودها يقربهم و انها عوضت غربتهم (طبعا و اللي بجدة عكسهم هيك كانوا يقولوا &^*)%^$%^##$^&) - حكي مشفر __ بل صارت كلما ذهبت الى جدة ينهالون عليها ايميلات و اتصالات بمتى تعود وصارت بعد ان كانت ترجع لجدة محملة بالهدايا لمعارفها هناك !! صارت تاتي محملة بالهدايا و ترجع كذلك
بل كانت تحن على الشباب فتطبخ لهم ( بالمناسبة هي طباخة ماهرة جدا جدا ) وتبعث الى الجامعة مع ابني وصديقه الطبخ العربي الذي افتقدوه
هذه السنة أنهت امي دراسة الماجستير في التفسير بعد 3 سنوات ونصف (طبعا طالت المدة بسبب انشغال امي بالدعوة و لقاءات الطالبات ) وبدات دراسة الدكتوراة .. اسأل الله لها التوفيق

غدا اكتب لكم بعض اشياء على هامش دراستها .. وانهي القصة



الحلقة ما بعد الاخيرة
في الاقوال المأثورة (وهي ليست حديثا)اطلبوا العلم من المهد الى اللحد ....
وايضا تقول: اطلبوا العلم ولو في الصين ....... ومنذ يومين عادت أمي من الصين بعد أن حضرت مؤتمرا هناك (طبعا قابلت شانغ شيغ شونغ ويانغ كي مون تشي تشان شون .. ويمكن نان كيمون ) عم امزح ما بعرف مين هم بس شفت الصور انا .... !!
وقبلها بعدة شهور حضرت مؤتمرا في اندونيسيا و بعد شهرين لديها مؤتمرا اخر في برونا...ي
هذا ما اريد الكلام عنه .. ان الدراسة تفتح آفاقا لم نكن نتوقعها او لم نكن نظن في انفسنا انجازها كم كان رائعا عندما جلستُ امس واستمعت للكلمة التي القتها امي في بكين عن نظريات اكتساب اللغة و اللغة العربية بالذات .. واعود لما قلته في اول الكلام ما اروع ان يشغل الانسان نفسه بالعلم .. حينها لن يمل لان العلم يدفع الانسان الى العمل .. ويصقل العقل
فصدقوا او لا تصدقوا ان العقل يصدأ اذا لم يستخدمه الانسان وهذه ليست نكتة فحيثما توجه عقلك يتوجه مثلا مرّس عقلك في حفظ الاشعار تجده حاضرا لهذا المهمة او دربه على جمع وحفظ الارقام ايضا تجده فاعلا ( وأنا عن نفسي ابتعدت عن عالم الارقام حتى اصيب عقلي بالتخلف الرقمي لاني استعضت عن حفظ الارقام بعقلي لحفظها بجوالي وعن جمعها بعقلي لاستخدام الالة الحاسبة ) .... كالعادة طلعت عن الموضوع

هي الفراغات انو كنت عم اتذكر ....
الان اجد امي مختلفة عن كل من هم في جيلها فهي تترفع عن سفاسف الامور وتقول لدي أمور أهم من ذلك .. بل لن تصدقوا انني وجدت أن طلب العلم يعود بالانسان سنوات الى الوراء في عمره !! فينشغل عن الالام و الامراض و التوهمات .. وينعكس ذلك على صحته وشكله ووجهه ومظهره .. ان الناس لا يصدقون ان والدتي تبلغ 65من العمر الان (ولللي رح آكل خناقة) ولا شكلها يوحي بذلك بل انني اجدها في الرحلات السياحية تسبقني (ماشاء الله )
أنا اذكر لكم هذه القصة للعبرة ولاي شخص ظن ان الوقت قد فاته لانني وجدت ان الامر ليس مجرد شهادة بل هو ولادة .. جديدة لانسان ظن من حوله ان الزمن قد فاته لانجاز ما يمكن انجازه .....
اعذروني للاطالة و اذا احببتم لدي قصص كثيرة ذات علاقة وذات عبرة .. دون ان تريق عبرة !!



 6-12-2011

هناك تعليقان (2):

  1. رحم الله الشيخ علي الطنطاوي ، صابر عبدالسلام منديلي

    ردحذف
  2. 👍🏻👍🏻 غفر الله لعلي الطنطاوي ولذريته

    ردحذف