الجمعة، 30 مارس 2012

بعض من احداث الثمانينات


تسألني صديقة لي من دمشق لا أعرفها ( على طريقة واحد صاحبي ما اعرفوش - بالمصري) -صديقة بالثورة - ماذا عانيتم في الثمانينات من هذا النظام لا أرى أنكم عانيتم شيئا مما نعاني ؟
وأنا لا أقلل من معاناة أهلنا في سوريا الان فهم في محنة شديدة .. ولا أعتب عليهم إن خافوا أو اشتكوا .. لكن الفرق بيننا وبينكم أنكم استطعتم أن تصرخوا بوجه الظلم !! بينما نحنا أذعنا له وكثير منا تلقوا الصفعات دون أن يعترضوا ...أو يهمسوا ..
ففي الابتدائية كان علينا أن ننتمي لحزب البعث دون اعتراض تليه الشبيبة دون امتعاض .. وفي صف العاشر (ولا أدري عن الحال الان ) كان المعسكر .. الذي يجب ان نذهب اليه لنتعلم ... نتعلم ماذا؟؟ نتعلم اسوأ الالفاظ التي يمكن أن تمرّ على بشر .. يأتينا ملازم ليدربنا أقسم أن كلمته الصباحية - حرى عليكم -- مع نقطة على الحاء -- أيتها ال .....@#&**. -- وأقسم أيضا أنني لم اكن أفهم شيئا من ألفاظه المشينة .. !! لكننا أيضا تدربنا على فك وتركيب السلاح وكنت طوال الوقت أقول في نفسي سأتدرب جيدا لعلي استخدمه ضدكم في يوم من الأيام ... يا حثالة البشر!! فما هكذا تعامل البنات ولا يجوز أن تتلفظوا أمامنا بهذه الألفاظ .... تدربت جيدا بل كنت الأفضل في التدريب وكنت مشاكسة من النوع الرهيب لا أخشى ولا اخاف وأترك الملازم واذهب للصلاة .. اذكر مرة قال لي :-- يا رفيقة .. كلنا ماعم نصلي ليش يعني انت تصلي؟ قلت له انتوا مو مفروضة عليكم الصلاة ..!! فرح وقال ليش؟ قلت له الصلاة للمؤمنين فقط !! وانتوا مو مؤمنين!!
+18 ----- لانو الحكي على النظام ------
في الصف التاني الثانوي عام 1981ظهرت المظليات (بنات يقفزن بالمظلة من طائرة مروحية ).. وقصتهن أن الشباب أرادوا بنات في الجيش للتسلية بهن فاقترحوا هذه الفكرة ومن أجل تمامها ---- أعطوا كل فتاة انضمت اليهن شهادة أنها فقدت عذريتها !! على أساس أن الهبوط بالمظلة يُفقد العذرية !! -- ( واعذورني لهذا الكلام .. لكن لا بد من فضح هذا النظام) ثم صارت كل بنت مظلية تأتي الى المدرسة على أنها بطلة من الابطال تلبس بدلة أخرى (وكنا ايامها نلبس بدلة فتوة ) مبقعة كالتي تُلبس في الحرب ومعها مسدس كبير على خاصرتها !! وحدث في احدى المدارس أن مظلية تضايقت من معلمة فأخرجت مسدسها وقتلتها !! ولها كل الصلاحية ......!!
تخيلوا اي بلد في العالم ممكن أن تسمح لطالبة مراهقة أن تأتي الى المدرسة ومعها متل هذا السلاح ........ !!!!! وللحديث بقية

_____________________________________

قصة ما بعد النوم
في أحد السنة من عام 1981بعد الميلاد .. كنت نائمة في غرفتي فإذ بأختي الكبيرة توقظني .. ظننتها توقظني لصلاة الفجر فقمت وتوضأت ووقفت أصلي !! وبينما كنت أصلي سمعت جلبة كثيرة وأصوات رجال وصراخ ثم أصوات رصاص!! فانهيت صلاتي وركضت انظر من النافذة .. رأيت جماعة من الضباط يتحدثون بالقاف وفي ايديهم بنادق ومسدسات .. عندها جاءت أختي عابدة تسحبني وتقول لي ابتعدي عن النافذة فقد اطلقوا الرصاص... .. قلت لها ما القصة!! قالت لا أدري لكن أمي ايقظتني ايضا لكي نخرج من غرفتنا لان الرجال يقفون مقابلنا ويطلقون الرصاص باتجاهنا ولهذا ايقظتك !! قلت لها ألم توقظيني لصلاة الفجر!! ضحكت كثيرا وقالت ما زالت الساعة الثانية ليلا!!
كان يوما لاينسى-اكتشفنا بعده أن المخابرات كانت تلاحق أحد الاخوة- وعندما هرب اختبأ في الطابق الارضي لكن المسكين قد اختبأ بين الأباجور المفتوح بشكل مائل و النافذة- وكنا نحن في الطابق الذي يعلوه ونافذتنا فوق تلك النافذة ... وعندما ضربوا الرصاص الكثيف هذا الرجل أصيب .. ودخلوا كالوحوش المسعورة الى عمارتنا نزلوا الى الطابق الذي تحتنا وكان يسكن به ايضا أقارب لنا ... وكانت خالتي تسكن مقابلهم وكان زوجها في ذلك اليوم مسافرا فنامت عندها اختي الصغيرة مؤمنة التي تحكي لنا تقول : لا أدري ما الذي اصاب خالتي أمان عندما سمعت الاصوات فتحت الباب ووقفت تتفرج وكأنها غائبة عن الوعي وقد فقدت تفكيرها وتركيزها حيث فتحت الباب وهي بلا حجاب وأختي تشدها من خلفها لكن بدون فائدة وكأن الدهشة قد عقدت جسمها وليس فقط تفكيرها ولسانها وقفت تتفرج وهي بدون حجاب على حيوانات بشرية يقال عنهم شباب يسحبون رجلا وقد غرق بالدماء وهو يصرخ بل يعوي من الالم وهم بلا رحمة كالذئاب !!
خرجوا ورائحة الدماء ملأت المكان .. جلسنا نفكر ماذا حدث وكيف حدث واين نعيش في اي زمان !!
تقول امي ليته هرب واضح انه لا يعرف المكان - فنحن نسكن في المهاجرين وهناك الابنية متصلة كان يمكنه مواصلة الهرب بدل الاختباء !! ليتنا استطعنا مساعدته بأي شي كان !!

اذكر من يومها صارت أمي خائفة !! ليس على نفسها بل علينا فنحن نعيش فقط نساء بدون رجال .. واذكر أنها صارت دوما تمشي وبيدها غطاء الصلاة خوفا من ان تنساه او تضطر سريعا الى فتح الباب !! أما خالتي أمان فتقول لا أدري كيف فعلت هذا أحسست أنني في منام !!

غادرت خالتي أمان دمشق بعد هذه الحادثة وغادر أغلب أهل الحي وبقيت أمي صامدة تحلف انها لن تتخلى عن دمشق !! لكن ..................... أحكي لكم غدا كيف غادرنا نحن ايضا !! وكأن كل من سكن بحي المهاجرين كان عليه لزاما ان يهاجر .........!!


3 –يناير1-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق