الجمعة، 30 مارس 2012

التكنو لوجيا و الثورة


 يبدو أن العالم تقدم بشكل كبير لم يخطر لنا على بال .. بل لقد دخلت التكنولوجيا في صميم حياتنا .. بل و دخل التطور إلى وسط بيوتنا .. فلم نعد نحتاج إلى الخروج للقيام بأمورنا .. لقد بات بالإمكان إحضار الطعام .. وبات بالإمكان التسوق اون لاين .. او عمل زيارة مع الأصحاب عبر سكايب !! وغير ذلك من الأمور .. لكن نظام الإجرام في بلدي سوريا دخل في حد اللامعقول .. في تطور مذهل لم يخطر بالعقول .. حيث لا يريد من شبابنا الخروج للقتال بل يريد منهم الجلوس بالدار .. وهو يأتي لقتلهم مدججا بالسلاح والنار ,,

أنتم تعلمون أنه في كل الحروب يودع المحارب الشاب أهله .. ثم يمضي .. وهو لايدري هل يعود .. أم يلقى حتفه ..
ويودعه أهله لا يدرون هل يلقونه بعد وداعهم له أم أنهم قد لا يلقونه !!

لكن هذه القصة باتت قديمة .. وليست ذات قيمة ولن يصدقها أحد (في بلدي)
فلا حاجة بالشباب إلى الذهاب للمعركة وإنما بات بالإمكان حضور العدو إلى نفس المكان!! وإلى عقر الدار .. !!
ولا حاجة في بلادي وفي عصر التكنولوجيا لإحضار عدو من بعيد بل لا بأس من أن يقتل الشعب بعضه ويعتدي الأخ على إخوته في سبق حضاري .. لا مثيل له .....جديد !!

ومن تطورات نظامنا المبهرة .. أن أطفالنا أيضا يجب أن يكونوا ضمن الدائرة .. فلا يجب أن يستثنى كبير ولا صغير من القصف و التدمير فلا حاجة إلى انتظار الأطفال حتى يكبروا ويصبحوا شبابا فمن الممكن قتلهم في الحال بدل الانتظار .. فنحن في عصر السرعة .. وأيضا يجب المساواة بين الرجل و المرأة .. كلهم في القتل سواء .. إذ أن الجميع خطر والجميع أعداء !!
في زمن التكنولوجيا لا تعرف الأسرة من ستودع من أفرادها .. الشيخ الكبير أم الصغير أم الرضيع .. !! لا تعرف كيف سيموت قصفا أم حرقا أم جوعا أم تحت التعذيب !!

ومن تطورات نظامنا المذهلة .. أن تصبح الدبابات هي وسيلة المواصلات .. في وسط المدن !! .. وشعارهم يقول :عزيزي المندس يا من تكره بشار .. ابق مستريحا في منزلك .. نحن نأتي إليك ونقتلك !! نحن نحرص على قتل الجميع فمن لم يمت على الأرض بقصف الدبابات .. قتله القناصة من فوق العمارات !!
شعار بشار : اقتلوا كل حي (إنسان) ودمروا كل حي (مكان) لا يسبح بحمدالشيطان !!

وفي زمن التكنولوجيا تنقل الحرب حية على الهواء .. تسمع صوت البكاء .. وترى سيل الدماء .. !! الملايين يستمعون للصرخات و الاستغاثات .. وما من مجيب للنداء !! غير بعض من يقول .. لقد آلمنا الصدى .. لقد جاوز الظالمون المدى .. الحمدلله بقي فيهم من يحكي لنا ولم يمت مستشهدا ....... شاهد ما تشاء ثم اطفئ الجهاز .. وارتح على سريرك ممدا ..!!!!

في زمن التكنولوجيا و الرقي تعيش الأجهزة ويكتب للإنسان الموت و الفناء .. تصل الصور .. بينما يموت المصوّر ثم يحظى برثاء !! ثم يتفرج العالم على ما صورت يداه .. أجساد مقطعة .. وصور أطفال مروعة .............. يضع الكل عليها إعجاب !!!!!!!!!!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق