الجمعة، 30 مارس 2012

توجيهات في التربية :


 يحب كثير من الناس عقد المقارنات بين الإخوة و الأخوات .. مما يسبب الضيق بينهم و الحزازات .. ولقد عاينت هذا بنفسي منذ صغري في البيت وفي المدرسة .. حيث تجد المعلمة ما إن تأتيها طالبة قد عرفت أختها قبلها .. إلاّ و أوسعتها مقارنة .. ويجب هنا أن تظهر كل الحسنات للأخت السابقة التي تتفوق بها على الأخت اللاحقة .. ودوما كانت تسبقني أختي عابدة .. والتي كانت متفوقة بالرياضيات وتصل إلى الحصة الأولى في الميعاد !! بينما أنا يجب أن أتأخر... كما أحب أن أنام في حصة الرياضيات و أكره الأرقام كما كانت تقول عني المعلمات !! رغم أنهم أقحموا في المادة أيضا الحروف !! آلا يكفينا الأرقام و المعادلات والتفاضل و التكامل .. لتضيفوا إليها المجاهيل ع و س وص ..!! وكل الأبجديات !! 

وتجلس المعلمة للتنظير بأن عالم الأرقام عالم جميل ..و هو لا يخطيء أبدا .. فتقول مثلا لو أراد عامل أن يبني بيتا في سبعة أيام .. فإن سبعة عمال يمكنهم بناؤه في يوم واحد !! وعندما أقول لها نعم نعم لو أن سفينة تسافر في سبعة أيام فإن سبع سفن يمكنهم السفر في يوم واحد !! تقول لي لو سمحت اجلسي ولا داعي لأن تتفلسفي!! 

وعندما تأتينا ضيفات أيضا يحببن أن يستخرجن سبع أو عشر فروقات بين الأخوات .. حيث تدخل الواحدة فتقول :"وليش أنت مو نحيفة كتير متل أختك عابدة" !! سبحان الله .. أختي عابدة .. تحب أن تحافظ على اسم العائلة فتبقى على العظم .... لأننا من بيت العظم !! أنا لا أهتم كثيرا بالأنساب ....... ولا الحفاظ على الألقاب !!

ويصر هؤلاء على النقد البنّاء!! فيقلن : و أختك عابدة تكتب(لها مؤلفات) و أنت لماذا لا تكتبين؟؟ فأجيب : إنني أفضل منها ....... فأنا أكتب و أقرأ أيضا !!!
و أقول في نفسي سأحول الكلام إلى مزاح عسى أن يحس هؤلاء بالإحراج !! غير أنهن يصررن على عدم فهم الدعابة ويصررن على جلب الإجابة!!
فتضيف إحداهن : إذن أنت تكتبين وتقرئين .. فما آخر ما كتبتِ؟!! وأجيبها : آخر ما كتبت هو رسالة جوال لصديقتي سمية !!!! طبعا تحملق المرأة فيّ .. وهي تصرّ على إتمام تلك المهزلة المملة !! وتعود للقول : إذن إذا كان هذا آخر ما كتبت فما آخر ما قرأتِ ؟؟ وأجيبها ببرود قرأت جواب الرسالة !! بالإضافة إلى أنني أتابع الأفلام الأجنبية ... من أجل أن أقوّي لغتي العربية .............. طبعا .. عندما أقرأ الترجمة !! 
ثم تتبرع هذه السيدة بالدخول إلى المجلس لتخبر أمي أنني عندما أجيب لا أركّز !! وأتلقى من أمي نظرات عتاب وتذكير دائم بجدية الحوار و الخطاب !! 
هذه شخصيتي ولن أغير من طبيعتي .. وأحب أختي و سأظل أحب أختي لن أكون يوما مثلها ولن تكون مثلي .. 
وأعرف رجلا كتب 200 ألف كتاب ولم يقارن أحد بينه وبين أخيه ........ نعم إنه يعمل مأذون شرعي !! 

وإذا كانت هذه المقارنة قد جاءت من أصدقاء .. فإن الأسوأ أن تأتي من الآباء .. فليحذر هؤلاء فإن المقارنة بين الأبناء تحولهم إلى أعداء .. 
وإن بعض المقارنات تخلق عند الطفل اضطراباً في نفسيته وضعفا في شخصيته لأنه قد يكون عاجزاً أو غير قادر على القيام بنفس ما يقوم به أخوه ولكنه بالتأكيد يستطيع القيام بشيء لا يستطيع أخوه القيام به لأنه لم يخلق نسخة عن أخيه فهو شخصية مستقلة ومن الخطأ مقارنته مع الآخرين.. 

اللهم انتقم من أنيسة التي ظلت تقارن و تقارن بين ماهر وبشار ولم ترض أن يكون أحدهما شيطانا و الآخر حمارا .. فجعلت الشيطان يقود الحمار .. والحمار يقود الحوار .. ثم يطلع الشيطان بالقرار !! سحقا لعائلة أصيبت جميعها بالسعار ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق