بعد
أيام سيخبركم الفيس أنه يوم ميلادي ويحثّكم على تقديم التهاني .. وأنا أكتب
لأحذركم .. بأنني لم أكن سعيدة في ذلك اليوم بل كنت أعاني !! جئت باكية كما والديّ
أخبراني ..
لا
أدري لماذا الكل يريدنا أن نبكي عندما نأتي .. ومن لا يبكي فسيرغمونه على البكاء
بل سيقلبونه رأسا على عقب .. ويبدأ العقاب ... بالخبط على الظهر !! يعاقبوننا قبل
أن نرتكب الأخطاء !! فكيف أفرح في يوم .. هكذا يكون به اللقاء !!
أمضيت
عمري أكره يوم مولدي .. ويصيبني اكتئاب لا حلّ له مجدي !! وعصبيّة تجعل الكل ينفضّ
من حولي !!
وأكثر
ما يثير استغرابي أولئك الذين يحتفلون بمضيّ الصبا و الشباب!! أذكر آخر تاريخ فرحت
فيه عندما صار عمري أربعا و أربعين .. وفرح زوجي معي وصار يناديني أم أربع و
أربعين .. أمضيت سنة جميلة حيث لا يستطيع أن يوبخني على أي تأخير !! فأم أربع
وأريعين تحتاج إلى ساعة حتى تلبس جواربها و أحذيتها وعليه أن يتحمل !! أذكر مرة
حلق ذقنه وجلس ينتظرني وعندما جهزت .. كانت قد طالت وعاد لحلقها من جديد !!
وبالمناسبة
أرجو أن لا يتبرع أحد منكم وينظر في أعلى الصفحة إلى تاريخ الميلاد ومن ثم يبدأ
الجمع و الطرح والاستنتاج !! دعوكم من قصص الرياضيات والحساب وبخاصة بعد أن هبط
سعر الليرة فقد أصبحت القيمة العددية هباء .. فأنا ما زلت صغيرة لم أبلغ نصف ليرة
(50)
كما
أنني لم أحتفل بالماضي بعيد ميلادي العشرين ولا الثلاثين فيحق لي الآن أن أحتفل
ولو بعد حين .. فلا يمكن أن أقفز فوقهم فالترتيب ضروري حسب السنين .. و الإحتفال
جيد ولو جاء متاخرا ...
سيداتي
سادتي لا أحد مدعو الى الاحتفال بعيد ميلادي فلن أحتفل بعد اليوم _ولا قبل
اليوم_وقد بلغت الثمانية و الأربعين .. فأي قالب كيك سيتسع للشمعات التي تعادل عدد
السنين !!
وقالب
بهذا المقاس مكلف حقا فلا حاجة للتبذير .. وكم علبة ثقاب أحتاج حتى أولّع كل هذا
الشمع الكثير ؟؟ وكيف سيكون إطفاؤه هل اتصل على 998 !! أم هل سينفخ كل الضيوف فوقه
!! ثم نأكله !! و بعض الناس عندما ينفخ تحتاج الى مظلة فهل سيكون هذا فوق القالب
كله !! أفضّل طفاية الحريق ..
و
أفكر كيف ستكون أجواء غرفة بها هذا العدد من الشموع !! قد نحتاج الى سبع مكيفات
هواء حتى تقضي على حرارة الأجواء ~~ لكنني بالمقابل أستطيع الاستغناء عن الأضواء
!! نعم قد يحتاج البعض الى نظارات شمسية لقوة الوهج الشمعية لكن لا بأس !!
هو
بالطبع لديّ مخرج من هذا الوضع الصعب وهو الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لعيد
ميلادي الثلاثين .. لكنني أعود لما ذكرته أولا بأن هذا اليوم بالنسبة لي يوم
حزين!!
عدا
في حالة واحدة لو سقط نظام بشار في31 آذار .. فسيصبح يوما جميلا ورائعا .. وأعدكم
سأحتفل به كل عام ..
بالمناسبة
سيصبح عمري في يوم 31 آذار 28 سنة و240 شهرا بالتمام و الكمال ..