الجمعة، 30 مارس 2012

الأقلام الكبيرة


هذا المقال كتبته منذ أكثر من 12 سنة وذلك عندما فكرت أن أصبح كاتبة !! ثم أشفقت على القرّاء .. وقلت يكفيهم ما يُنشر من الهراء !! 

الأقلام الكبيرة ........

منذ صغري و أنا أهوى الكتابة و لكنني كلما فكرت بأن أكتب قيل لي بأنهم يفضلون الأقلام الكبيرة. و انتظرت كثيرا غير أنني قررت أخيرا بأن أشتري قلما كبيرا.. وجدت صعوبة في الكتابة فيه و نسيت ما أريد أن أكتب من كثرة المعاناة في الإمساك به.. فعدلت عن الكتابة.. ثم عرفت بأنهم يقصدون بالأقلام الكبيرة أقلام الكتاّب الكبار و بحثت بغير جدوى عمن يدلني أين ترك المنفلوطي قلمه قبل أن يموت.. و طبعا لم أجد جوابا.. كما أنني لم أفهم كيف سأستفيد و أنشر اسمي إذا كنت سأزيّل المقال بكتابة عبارة بقلم المنفلوطي.. فعدلت عن الكتابة..

ثم قرأت بأنهم يشجعون الأقلام النسائية و بأنها قليلة.. و كنت قبل ذلك لم أعلم عن أنه يوجد فرق بين الأقلام النسائية و الأقلام الرجالية.. مع أنني أفرق جيدا بين الملابس النسائية و الملابس الرجالية و كذا الأحذية النسائية و الأحذية الرجالية (هذا قديما الآن لم أعد أفرق اصلا بين بعض الرجال وبعض النساء ).. و كنت كلما اخترت قلما وجدت رجلا يختار مثله و حارت نظراتي بين الأقلام و الرجال.. و ماذا اختار..!! حتى القلم الأحمر يختارونه مع أن لونه غير مناسب للرجال.. ثم أقنعت نفسي بأنهم ربما يختارونه لأخواتهم أو زوجاتهم.. فتخيرت قلما رشيقا مزخرفا أرجو أن يعجبكم.. ثم و أنا أتهيأ للكتابة سمعت بأنهم لا ينشرون إلا لمن سبقت له الكتابة ... و تحيرت و حزنت ................ ثم تذكرت بأنني كتبت كثيرا فأنا و منذ كنت في المدرسة لا أتوانى عن الكتابة.. صحيح بأنه كانت تساعدني أختي مرة أو أنقل الدرس من رفيقتي تارة.. غير أنني كنت أنقل ذلك بنفسي و أكتبه بخطي.. أما في الجامعة فقد اعتمدت على نفسي تماما.. إلا في بعض الحالات التي كنت أطبع فيها الدرس أو أي بحث على الكمبيوتر و ليس الكتابة بخطي .. و قلت ربما يغفروا لي هذه الهفوات و ينشروا لي 
بعض المقالات..
ثم تهيأت للكتابة.. فإذ بي أسمع بأنهم لن ينشروا إلا لمن كتب قبل ذلك في جريدة و أصابني الهم و الإحباط و بخاصة بعد عنائي في شراء الأقلام الكبيرة و من ثم الأقلام النسائية ثم تذكرت بأنني قد كتبت في الجرائد.. في أوقات كثيرة.!! . فكم من مرة فاجأني هاتف مستعجل فلم أجد أمامي سوى الجريدة فكنت أخط عليها بعض أرقام الهواتف أو بعض الملاحظات و العبارات.. و مع أنه لم يعلق عليها أحد.. عاد لي الأمل من جديد.. فها أنا قد سبقت لي الكتابة في الجرائد.. و حضّرت أوراقي و قلمي.. فما كان من صديقة لي إلا أن أخبرتني بأنهم قد ينشرون ذلك لكن إذا وجد المجال.. أي في حالة توافر مكان خال.. يتسع لمقال.. فعدت و قلبت الجرائد القديمة فلم أجد فيها أي فراغ يتسع لكلامي و أن كثيرة الكلام.. !! و بحثت هنا و هناك و لم أجد سوى الهوامش و لا أدري لماذا لا يستعملونها.. مع أنه كانت أغلب الكتب القديمة لها هوامش.. و بخاصة غير المفهومة .. فقد كان الشرح يأتي في الحاشية.. و أنا كما أظن بأن أغلب كتابات هذا العصر غير مفهومة و تحتاج إلى مثل هذه الهوامش .. فهلا عدنا إليها.. 

ثم فكرت بأنهم لو شرحوا كل هذا الكلام.. فلن يتبقّى لي مجال أيضا للكتابة.. كما أنهم لو ملؤوا هذه الإطارات فأين سنكتب في الحالات الطارئة كحالة الهاتف المفاجئ أو الملاحظات العابرة.. ثم نظرت إلى بعض الإعلانات التي تأخذ صفحات و صفحات.. و قلت لو أعطوني منها عمودا و لا يهم حتى لو كان العمود أفقيا !! فأنا أحب حمل السلّم بالعرض !! أو حتى لو كان عمودا مكسورا.. لا يهم.. المهم عمود. و أخيرا أعدكم بأنه لو وجد هذا العمود و نشر هذا المقال فسأغسل مقالا آخر و أبعثه للنشر .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق